• ×

07:16 صباحًا , الثلاثاء 21 أكتوبر 1445

رسالة من الابن إلى أبيه / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  715
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 رسالة من الابن إلى أبيه / حامد علي عبد الرحمن
سبق وأن كتبت مقالة بعنوان رسالة إلى كبدي من الآباء إلى الأبناء لاقت نجاحاً وقبولاً طيبا ولله الحمد، اليوم سأكتب ونيابة عن الأبناء رسالة من الابن إلى أبيه، ولا شك أنها تتقاطع في كثير من نقطاها مع رسالة من البنت إلى أمها ومن الأبناء عموما إلى أمهاتهم وآبائهم والهدف من كل ذلك أن نعيد حساباتنا .
رسالة إلى والدي العزيز :
ـــ والدي العزيز : الرقابة الشديدة تعني الشك والشك يعني عدم الثقة وهذا يحرجني ويؤلمني كثيرا ، إعطائي الثقة ومنحي بعض الصلاحيات في أموري الخاصة وعلاقتي والاعتماد علي يجعلني أكثر قوة وصلابة في حياتي .
ـــ خوفك الزائد يا والدي عليّ وحبك الزائد ليّ وتدخلك في كل تفاصيل حياتي ودقائقها حتى في طريقة تفكيري يكبلني ويسجنني ويصنع مني شاباً ضعيفاً بل معاقاً فكرياً واجتماعياً وهذا يقتلني .
ـــ لا يمكن يا والدي العزيز ان تُسقط ظروف نشأتك وثقافة جيلك على ظروف نشأتي وثقافة جيلي . مهما حاولنا التقريب والمواءمة بين الأجيال يبقى التطابق مستحيلاً .
ـــ توفير المادة يا والدي ليس كل شيء .. المشاعر والحنان أهم بكثير ... الحرص والتفقد والاهتمام والسؤال والمتابعة أهم بكثير .. تريدني أن أحصل على أعلى الشهادات وأعلى الدراجات ولكن .. اسمح لي بهذه الأسئلة قبل ذلك .. ماذا تعرف عن دراستي ، وكم مرة زرت مدرستي ؟ وماذا تعرف عن نتائجي وتحصيلي العلمي؟ وماذا تعرف عن أصدقائي وعلاقاتي ، متى آخر مرة جلست معي جلسة الصديق إلى صديقه . تناقشني وتسمع مني.
ـــ الاستقرار النفسي والسعادة الحقيقة يا والدي للأبناء عموماً تعتمد على المحبة والألفة بين الآباء والأمهات . نعم يحدث الخلاف بين الآباء والأمهات ( لا يخلو بيت من هذا ) ولكن يجب أن يكون ذلك بعيدا عن الأبناء ولا ينبغي التجاوز في الألفاظ ( لا للسب ولا للعن ولا للتحقير ولا للإذلال ولا للتهديد) كل ذلك يجعل أفراد الأسرة في حالة قلق مستمرة .
ـــ أراك يا والدي العزيز بشوشاً خلوقاً دائم الابتسامة كريما في الخارج ولكني لا أرى من ذلك شيئاً في المنزل . ألا نستحق نحن عائلتك شيئا من ذلك .
ـــ أغلب أصدقائي لهم يوم في الأسبوع يخرجون في رحلة عائلية ( حديقة ، منتزه ، البر ، البحر ) بل إن الكثير منهم زاروا أغلب مدن المملكة .. أبي الحبيب متى آخر رحلة نسقتها لنا وخرجت معنا فيها . ومتى آخر سفرة سافرنا فيها سوياً .
ـــ والدي العزيز واعذر صراحتي تريدني ان أصلي وأحافظ على الصلاة في المسجد ولا أراك تفعل ذلك . إن صليت الفجر أضعت الظهر وإن صليت الظهر أضعت العصر .. إذا كنت أنت رغم سنك وعقلك وحكمتك لم تستطع المحافظة عليها فيكف ترجو ذلك مني وأنا طفل أو شاب مندفع .. أنت قدوة لي ، كن أنت أولا فأكون أنا ثانيا .
ـــ والدي العزيز واعذر صراحتي أيضا .. تريدني أن أكون قوياً ومتزناً وعاقلاً ومحافظاً على وقتي وصحتي وأن أبتعد عن الدخان والشيشة ، وأنت لم تفعل ذلك رغم سنك وعقلك وحكمتك فأنت تسهر إلى آخر الليل وضعيفٌ أمام نزواتك ورغباتك . كن أنت كذلك لأكون أنا فأنت قدوة لي .
ـــ أرجوك يا والدي إذا كان لديك أي مشكلة نفسية أو اجتماعية أو فكرية ( ولا يخلوا الإنسان من ذلك ) أرجوك لا تنقلها لنا . أنت عند ما تصر أن نكون صورة منك فأنت تنقل لنا كل عقدك ومشاكلك وهذا فيه جناية علينا .
ـــ والدي العزيز يقول سعيد بن المسيب لابنه : والله أني لأزيدن في صلاتي من أجلك ( يقصد النوافل والدعاء ) رجاء أن أُحفظ فيك، ثم تلا قول الله (وكان أبوهما صالحا)، وكان يقول: إني لأصلي فأذكر ولدي فأزيد في صلاتي . فهل فعلت ذلك أنت يا أبي ؟ بل هل حافظت على الفروض الخمسة في المسجد ؟
ــ ختاما أنا أحبك يا أبي وستجدني باراً صالحاً إن شاء الله وسأكون عند حسن ظنك ولكن أرجوك يا أبي ساعدني .. فكما تريدني أن أكون كن أنت أولا فأنت قدوة لي .

للمزيد عن الكاتب أنقر هنا

رسالة إلى كبدي / حامد علي عبد الرحمن



التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:16 صباحًا الثلاثاء 21 أكتوبر 1445.