• ×

02:16 صباحًا , الجمعة 8 أبريل 1446

أسئلة وأفكار عقائدية مهمة / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  842
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 
أسئلة وأفكار عقائدية مهمة / حامد علي عبد الرحمن
هناك الكثير من الأسئلة والأفكار التي قد تربك الإنسان وربما تزعزع إيمانه . مثل أن يقول الإنسان : دعوت الله كثيرا ولم يستجب لي او الكثير من العصاة والكفار منعّمون وأمورهم متيسرة ، أو تصدقت كثيرا أو استغفرت كثيرا ولم يرزقني الله . أو قضايا أعمق من هذه، كأن يقول الإنسان : هل خلق الله العباد ليعذبهم ؟ أو لماذا جعلهم يعصونه وهو قادر على هدايتهم ... إلخ من الأفكار .
أقول مستعينا بالله :
عند أكبر المفكرين والعلماء . يبقى هناك أسئلة لا يمكن الإجابة عليها بأي حال من الأحوال فمسألة الإجابة عن كل الأسئلة والأفكار التي تخطر على بال الإنسان هذه مستحيلة.. بل إنه من الحمق أن نتوقع أن نجد تفسيرا لكل المظاهر الكونية . هذه حقيقة ملموسة لا ينكرها أحد . إذا سلمنا بهذا . أقول : الله الخالق العظيم .. أعظم من أن يدركه أحد أو يعرف كنهه أحد لا مَلك مقرب ولا نبي مرسل يكفينا أن نعرف في هذا الجانب أن هناك قوة عظيمة خالقة مدبرة لكل شيء ومهيمنة على كل شيء وأن هذا الوجود وهذا التناسق العظيم ليس عبثا أو محض صدفة هذا من صنع الله الواحد الأحد الفرد الصمد . يكفينا أن نعرف هذا ونؤمن به وهذا يعتبر قمة العقل لأنه يتفق مع العلم والمنطق .
قبل محاولة الإجابة على التساؤلات المطروحة يجب أن نعرف أن العلاقة مع هذا الإله العظيم الله جل جلاله لا ينبغي أن تكون علاقة اشتراطية بل يجب ويتحتم أن تكون علاقة تعبدية محضة . ( اشتراطية تعني أن تفعل الأشياء بمقابل وإلّا لن تفعلها ) هذه لا تكون مع الله . هذه تكون بين المتساوين والمتقاربين في القوى والقدرة أما مع الله فالعلاقة يجب أن تكون علاقة عبودية خالصة لأن الإنسان لا شيء بدون الله فمن الأدب ان لا يكون هناك اشتراطات من العبد على ربه ، نعم نعبد الله خوفا وطمعا ولكن لا نشترط. يقول تعالى موضحا هذا المفهوم : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ .
وحتى نستطيع أن نجيب على هذه الأسئلة وغيرها يجب أن نفهم ونعرف أكثر عن بداية خلق هذا الإنسان وسبب خلقه .
خلق اللهُ الإنسان بشكل مختلف تماما .. كان هناك ملائكة قبل خلق الإنسان لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ـ ليس لديهم أي إرادة ـ فأراد الله أن يخلق خلقا مختلفا يكون لديه الإرادة والقدرة على اتخاذ القرار .
ولذلك تساءلت الملائكةُ باستغراب ـ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ـ لأنهم يعرفون معنى الإرادة وأنها عندما تتوفر سيكون هناك من يستغلها استغلال ظالما .
خلق الله الإنسان وميّزه بالعقل وأعطاه الإرادة وجعل له كامل الحرية وجعل في طريقه بعض العراقيل والفتن ليختبره .. فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ .. و سنّ سنناً لا تتغير أبدا . وتتجلى سننه في الأسباب والأخذ بها .. ومن سننه الإمهال ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ ) .. ومن سننه الرزق وأسبابه فهو يرزق الكافر والمؤمن والتقي والعاصي ... سنن الله كثيرة جدا .. والسنّة قاعدة ثابتة لا يغيرها الله .. ومن سننه الهداية والضلال أنه أعطى الإنسان حرية اتخاذ القرارات وهذا ما يجعل الإنسان يظلم ويعصي أو العكس . الله لا يريد أن يعذب أحداً . ولكنها السنن ـ من يؤمن ويطع يكافأ .. ومن يكفر ويعصي يُعاقب ـ سنة الله .
قد يقول البعض إن كل ما يحدث بإرادة الله .. نقول نعم كل ما يحدث هو بإرادة الله ولكن من ارادة الله ان جعل للإنسان ارادة تتحكم في مصيره .
يقول تعالى : وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .
ولذلك يفرح الله بتوبة عبده كما جاء في الحديث الصحيح لأنه نجح في الاختبار ونجح في تحقيق الغاية العظمى من خلقه . نجح في استغلال الإرادة والحفاظ على الأمانة . نجح في السلامة من العذاب .
من سنن الله وحكمته الفتن ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. ) ومن سنن الله وحكمته أن استجابة الدعوة لا تكون أحيانا واضحة ولا تكون أحيانا عاجلة .. ومن سنن الله وحكمته أنه ربما يبتلي المؤمن ويعافي الكافر ..
كثيرة هي السنن ، نعلم الحكمة من بعضها والكثير لا نعلمه
وكل الذي يجب أن نعلمه ونتأكد منه ونؤمن به أن الله أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين .. وكل الذي يجب أن نعلمه ونتأكد منه ونؤمن به ان الله عدل بل هو العدالة المطلقة فمن حُرم في هذا الدنيا شيئا ( من المال ، من الصحة ، من الولد ) فسوف يعوضه الله في الآخرة خيرا منه .
وكل الذي يجب أن نعلمه ونتأكد منه أنه لا يضيع عند الله شيء ( دعوات أو صدقات أو صلاة ، أو ذكر ، أو استغفار ) لا تضيع عند الله أبدا وإن تأخرت نتائجها بعض الوقت .
في تأخير الاستجابة في احيان كثيرة فتنة وربما تكون الفتنة في تعجيلها .. في الحرمان فتنة وربما تكون الفتنة في العطاء .
في المرض فتنة وربما تكون الفتنة في العافية .. في الفقر فتنة وربما تكون الفتنة في المال .
يفهم ذلك العقلاء الاتقياء ولذلك هم في رضى تام بما قدره الله . يأخذون بالأسباب ويتعلقون بالله تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا .
الله اعطانا العقل وحرية الإرادة لنتعامل مع كل ذلك ( الهوى الشهوات الفتن ) فمنّا من ينجو ومنّا من يهلك .


هذا ما تيسر إيراده فإن أحسنت فمن الله وبتوفيق الله وإن كانت الأخرى فمن نفسي والشيطان .
كتبها / حامد علي عبد الرحمن انقر هنا للمزيد عن الكاتب

التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:16 صباحًا الجمعة 8 أبريل 1446.