• ×

05:31 مساءً , الثلاثاء 21 أكتوبر 1445

حقوق الأبناء .. خطبة جمعة .. جامع قرية خفه / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  1068
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 حقوق الأبناء .. خطبة جمعة .. جامع قرية خفه / حامد علي عبد الرحمن
الحمدُ لله نحمَدُهُ ونستعينُهُ ونستغفِرُهُ ونستهدِيهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضل له ، ومنْ يُضْلِلْ فلَنْ تجدَ لهُ وليًا مُرشِدًا، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أنّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ ، صلّى اللهُ عليهِ وسلم .
أما بعد .. أيها الناس
في الحديث الصحيح : كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، إلى أن قال وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ((
هذا الحديث أصل في تحمل المسؤولية تلك الأمانة العظيمة التي سوف نحاسب عليها يوم القيام . تلك المسئولية التي لا تقوم الحياة إلا بها تلك المسئولية التي ابت منها السموات والأرض والجبال . قال تعالى : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
المسئوليات والأمانات كثيرة جدا تشمل جميع نواحي الحياة سوف نركز هنا على واحدة من أهمها وأعظمها .. الا وهي تربية الأبناء .. وحقوق الأبناء على الآباء .
عباد الله :
في الحديث الصحيح (( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر ولد صالح يدعو له .. )) فكيف يأتي هذا الولد الصالح وكيف يكون الصلاح ؟
إن من نعم الله تعالى على عباده نعمة الولد .. ذكراً كان أو أنثى، فهم زينة الحياة الدنيا، وهم امتداد للذكر بعد الموت ، وإذا صلحوا كان دعاءهم من العمل الصالح الذي يستمر بعد الموت حيث تنقطع الأعمال وتطوى الصحف حتى إن (الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول : أنى لي هذا ؟ فيقال : باستغفار ولدك لك).
كيف يكون الصلاح ؟
اقتضت الحكمة الإلهية أن تكون هناك واجبات مقابل الحقوق، فكل حق لابد له من واجب، الحق أخذ، والواجب عطاء. ولا أخذ بلا عطاء، ولا عطاء بلا أخذ، والسعي إلى الحق بدون أداء الواجب يعتبر نوعاً من الطمع المذموم وأداء الواجب مقدم على المطالبة بالحق، :كما أن الزرع سابق للحصاد، والغرس مقدم على جني الثمار وبمقتضى ذلك فإن أي إنسان يطلب حقاً لابد له أولاً أن يؤدي ما عليه من واجب .. فإن لم يؤد الواجب الذي عليه فلا حق له ... وسواء تعلق الأمر بالعبادات أو المعاملات فالتوازن بين الحقوق والواجبات من الأسس التي بنيت عليها شريعتنا الغراء، وعلى هذا فلا بد للآباء والأمهات أن يبذلوا جهدهم في تربية أبنائهم حتى يجنوا الثمرة ( بولد صالح ) ينفعهم في الدنيا والآخرة .
أيها الأحبة :
للأبناء على آبائهم حقوق كثيرة .. جاء بها الكتاب والسنة والقيام بها من أسباب كمال النعمة وتمامها وشكرها .
فمن تلك الحقوق التي لهم:
حسن اختيار الأم فالنبي صلى الله عليه وسلم حث كل مقبل على الزواج أن يظفر بذات الدين مهما استطاع إلى ذلك سبيلاً قال صلى الله عليه وسلم (تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها. فاظفر بذات الدين تربت يداك)
ومنها : حسن اختيار الاسم فالاسم الحسن له تأثير حسن على صاحبه، وجاءت السنة القولية والعملية عن النبي صلى الله عليه وسلم بكراهة الاسم الذي يحمل معنى سيئاً أو مكروهاً
ومن حقوقهم : تأديبهم وتعليمهم وتربيتهم على مكارم الأخلاق ومحاسنها .. وإن أهم ما يجب تعليمهم العقيدة الصحيحة والقرآن الكريم والصلاة .. قال صلى الله عليه وسلم (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )
ومن ذلك : الدعاء لهم بالخير فإن الدعاء من أقوى أسباب تحقيق المطالب ونيل المآرب قال تعالى عن زكريا (قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة ) فلم يطلب الذرية فقط وإنما طلب ذرية طيبة صالحة تخاف الله وترجو ثوابه.
بل إن الدعاء هو سر الاسرار .. هو السلاح الفتاك وهو القوة العظمى .. وهو الركن الأساسي الذي يدعم التربية ومن وفق إليه فقد وفق إلى الخير ومن اعتمد على جهده ومعلوماته وخبرته فقط فقد جانب الصواب .. من اراد صلاح ونجاح وفلاح الأبناء فليجعل لهم النصيب الأكبر من الدعاء .
ففي الحديث الصحيح : " ثلاث دعوات مستجابات : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده " .. استغلوا هذه المنحة الربانية .. ادعو لهم بالصلاح والفلاح والتوفيق .
ومن ذلك صلاح الآباء واستقامتهم فـ الابن يستحسن من أبيه الحسن ويستقبح منه القبيح قال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ((
وهذه الوقاية تشمل استقامة الآباء من أجل صلاح أبنائهم .. ولا يخفى على أحد كيف أعان الله أبناء الرجل الصالح الذي حكى الله لنا قصتهم في سورة الكهف بسبب صلاح أبيهم قال تعال : (( وكان أبوهما صالحا ))
قال سعيد ابن المسيب رحمه الله : يا بني إني لأزيد في صلاتي من أجلك رجاء حفظ الله وبركته .. يريد بذلك أن يصل إلى مرتبة الصالحين، فينال بصلاحه صلاح أبنائه من بعده وتلا الآية وكان أبوهما صالحا..
وقال أحد الصالحين لأبنائه إني لأستكثر من الصلاة وأعمال البر والصدقة من أجلكم .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.












الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا .أما بعد
أيها الناس : إن من أخطر الأسباب المؤثرة في سلوك الأبناء القدوة وعندما نقول القدوة فهي على ضربين إما قدوة الحسنة صالحة أو قدوة سيئة .
يجب أن يكون الآباء والأمهات على قدر المسؤولية الكبيرة العظيمة الملقاة عليهم يجب يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، فقبل أن نعلم أبنائنا الأخلاق الفاضلة والسلوك المثالي يجب أن نطبق ذلك عمليا أن يشاهدوه ويلمسوه في سلوكنا وأفعالنا لا أقوالنا فقط ، فمثلاً إذا أمرناهم بالصلاة يجب أن يرانا الأبناء نحافظ على الصلاة في أوقاتها في المسجد .. وإذا طلبنا منهم عدم التفوه بالألفاظ القبيحة يجب أن لا يسمعوها منا ، ولا يجب أن نكذب ونأمرهم بالصدق أو نطلق أعيننا في النظر في الحرام ونطلب منهم غض البصر .. يجب أن نؤدب أنفسنا جيداً قبل تأديبهم . فمهما كان الوعظ والإرشاد والتوجيه إذا لم يصحبه عمل وتنفيذ من قبل الأب والأم فلا معنى له .. وتوقع الاستجابة والتنفيذ منعدم .. قال الله سبحانه وتعالى في محكم آياته " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنت تتلون الكتاب أفلا تعقلون" ومن هنا يجب علينا أن نتقي الله فيهم ولا نورّثهم عاداتنا السيئة وسلوكياتنا السلبية .. يجب علينا مجاهدة أنفسنا بكل الوسائل وحملها حملا على ترك المنكرات والمعاصي .. إذا لم يكن من أجل أنفسنا فيكون من أجل أبناءنا .. من أجل هذه الأمانة العظيمة التي نحن محاسبون عليها . إن العادات السيئة والسلوكيات السلبية التي نكون سببا فيها ..تقليدا لنا أو إهمالا وتساهلا منا تبقى آثامها وتبعاتها ربما مدى حياتنا وحياتهم وربما بعد مماتنا .. فاتقوا الله في ابنائكم .. بل اتقوا الله في أنفسكم .
وينشأ ناشئ الفتيان فينا ..... على ما كان عوده أبوه
ومن ذلك .. التهاون في صلاتهم .. اقتداءً بكم .. أو تقصيرا في المتابعة ولا سيما صلاة الصبح والعصر قال تعالى (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها)
ومن ذلك التهاون فيما يشاهدون من قنوات فضائية .. اقتداء بكم .. أو تقصيرا في المتابعة التهاون في متابعة الصحبة والرفقة .. التهاون في متابعة وسائل الاتصالات من جوالات وهواتف وانترنت .. غض الطرف بل تعمية البصر عن أمر الزينة واللباس لا سيما فيما يتعلق بالبنات ولهذا اصبحنا نرى أنواعا من الملابس التي يندى لها الجبين وهكذا أيضا بعض الشباب الذين مسخت منهم كل معاني الحشمة والعفة والرجولة فخرجوا على المجتمع بألبسة شاذة وتصرفات مخجلة .
أخي الكريم : اهتمامك بولدك، وقيامك بهذا الدور كما ينبغي من أوجب الواجبات، وأعلى القربات، وأجلِّ المهمات، وأشرف المقامات، بل يقول علماء التربية: إنه شرط ضرورة، ويقول علماء الشريعة: إنه فرض عين على الجميع. فرض العين هو الذي لا يجوز للمسلم أن يتركه أو يتخلى عنه.
أخي الحبيب : هلا سألت نفسك عن حال ابنائك
كم يحفظون من القرآن ؟ وكيف هي صلاتهم وهل يحسنونها ؟ وهل يؤدونها في المسجد مع الجماعة ؟ وماذا عن الفاظهم . وكيف هي أخلاقهم ؟ وماذا عن اصدقائهم ؟ وكيف يقضون أوقات فراغهم ؟ ماهي اهتماماتهم وهواياتهم ؟ هل لاحظت علاقتهم بأمهم هل هم بارين بها مطيعين لها ؟
هل اعطيتهم من وقتك كما تعطيهم من مالك ..وتابعتهم متابعة الأب والأخ والصديق
أيها المؤمنون : سألنا سؤالا في بداية الحديث كيف يكون الصلاح ؟.. وكيف يأتي الولد الصالح ؟ .. وأحسب أن الإجابة باتت واضحة .. راجعوا أنفسكم واعلموا أن التعليم الذي يحتاجه الأبناء ليس بتحصيل الشهادات فقط ، ولا بالانضمام إلى الجامعات فحسب، وإنما التعليم الحقيقي تعليمهم التقوى .. قال تعالى .. إن اكرمكم عند الله أتقاكم ..
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً ربنا هب لنا من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء. هذا وصلوا على نبيكم محمد بن عبد الله فقد امركم الله بذلك في كتابه المبين فقال: (ان الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلي اله وصحبه وسلم وارض اللهم عن التابعين لهم بإحسان الي يوم الدين , وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا ارحم الراحمين , اللهم امنّا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم انصُر دينكَ وكتابك وسنةَ نبيك وعبادكَ المُؤمنين. اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى، وخُذ بيده إلى البرِّ والتقوى، اللهم وفِّقه لما فيه صلاحُ العباد والبلاد. اللَّهُمَّ إِنَّا دَعَوْناكَ فَٱسْتَجِبْ لَنَا دُعاءَنَا . اللَّهُمَّ أغفر لَنا ذُنُوبَنَا وَإِسْرافَنا في أَمْرِنا اللَّهُمَّ ٱغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ، اَللَّهُمَّ إِنّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ أَسْماعِنا ومِنْ شَرِّ أَبْصارِنا ومِنْ شَرِّ أَلْسِنَتِنا ومِنْ شَرِّ قُلُوبِنا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا خَطِيئَتَنا وجَهْلَنا وإِسْرافَنا في أَمْرِنا وما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا جِدَّنا وهَزْلَنا وخَطَأَنا وعَمْدَنا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا ما قَدَّمْنا وما أَخَّرْنا وما أَسْرَرْنا وما أَعْلَنّا وما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّا، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِير، رَبَّنا ءاتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النَّارِ اللَّهُمَّ ٱجْعَلْنَا هُداةً مُهْتَدينَ غَيْرَ ضالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ اللَّهُمَّ ٱسْتُرْ عَوْراتِنا وَءَامِنْ رَوْعاتِنا وَٱكْفِنا ما أَهَمَّنا وَقِنَا شَرَّ ما نَتَخَوَّفُ.
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون . أقم الصلاة

التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:31 مساءً الثلاثاء 21 أكتوبر 1445.