• ×

06:26 صباحًا , السبت 18 أكتوبر 1445

خطبة عيد الأضحى .. جامع قرية خفه / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  1103
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 خطبة عيد الأضحى .. جامع قرية خفه / حامد علي عبد الرحمن
اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ .... اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وللهِ الحَمدُ .
الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
الله أكبر بعزته وجبروته ، الله أكبر بقدرته وعظمته . الله أكبر بعلمه وحكمته الله أكبر بفضله ورحمته ، الله أكبر بحلمه وعفوه، الله أكبر بجوده وكرمه .
الحمد لله الذي امتن علينا بنعمة الإسلام، وشرح صدورنا بنور الإيمان، وأفاض علينا من آلائه العظام حيث جعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وأنزل علينا أعظم كتبه ، ويسر لنا أمر طاعته، وبشر المتقين بجنته، وحذر العاصين من عقابه . له الحمد ما ذكره الذاكرون، وغفل عنه الغافلون، وله الحمد عدد خلقه، وزنة عرشه، ومداد، كلماته، ورضا نفسه ... أحمده سبحانه حمدًا يليق بفضله، وعطائه فله الحمد دائمًا وأبدًا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صاحب الحوض الأعظم، والمقام الأكرم، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتدى بسنته إلى يوم الدين .
أَمَّا بَعدُ: فَأُوصِيكُم -أَيُّهَا النَّاسُ- وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
وإن من دلائل تقواه تَعظِيمِ شَعَائِرِهِ .... ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ
أَيُّهَا المُسلِمُونَ: إِنَّكُم في يَومٍ كَرِيمٍ وَعِيدٍ عَظِيمٍ، يَومُكُم هَذَا هُوَ يَومُ الحَجِّ الأَكبَرِ، أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ بِشَهَادَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّهُ يَومُ النَّحرِ وَعِيدُ الأَضحَى، آخِرُ الأَيَّامِ العَشرِ المَعلُومَاتِ، تَتلُوهُ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ مَعدُودَاتٍ، هِيَ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ وَذِكرٍ للهِ تعالى ، قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-:"أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ وَقَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: "يَومُ الفِطرِ وَيَومُ النَّحرِ وَأَيَّامُ التَّشرِيقِ عِيدُنَا أَهلَ الإِسلامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ" .
أيها الناس .. هنا وقفتان أو مشهدان يحتاجان إلى تأمل ..اعيروني سمعكم وعقولكم وقلوبكم حفظكم الله لدقائق قليلة لن أطيل عليكم ..
الوقفة الأولى : من يطيق هذا ؟ .. تأملوا معي .. شيخا كبيرا في السن وزوجته عجوز عقيم ... يتضرع هذا الشيخ إلى الله عز وجل أن يرزقه ولداً صالحاً ليعينه في هذه الحياة بعد أن كبر في سنه ، قال: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾
واستجاب الله السميع المجيب .. استجاب الكريم الوهاب لدعائه : ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ ﴾ .. أي فرحة .. وأي سعادة .. وأي حب .. تخيلوا حال هذه الشيخ .. لا شك إنها مشاعر لا توصف .. لم يكد هذا الشيخ يأنس بهذا الولد ويسعد بصباه ويفرح بسعيه معه، إلا ويفاجأ بما لم يخطر له على بال .. إنه الابتلاء العظيم ..ابتلاء يهز الجبال الراسيات .. ولد يأتي في سن الكبر وبعد سنوات عقيمة .. ثم ماذا ؟ بعد أن يصل إلى أجمل وأروع سن .. سن السعي .. الذي يتعلق الأب والأبن كليهما ببعض أيما تعلق .. انظروا إلى أنفسكم .. ثم يأتيه الأمر بذبح فلذة كبده بيديه.. هل تتصورون هذه اللحظات .. كيف يكون حاله ؟ كيف يكون موقفه؟
إنها التضحية، والتضحية بماذا؟ التضحية بالابن الوحيد الذي طال انتظاره ، إنه الابتلاء الذي لا مثيل له في تاريخ البشرية ، إن العقول لتعجز عن تصور ذلك ...
أما الوقفة الثانية : أيضا من يطيق هذا ؟ .. هذا الطفل الصغير ... هذا الطفل العملاق .. هذا الطفل العظيم .. يتقدم إلى الموت برباطة جاش وشجاعة منقطعة النظير يتقدم ليذبح بالسكين بمنتهى الإقدام والقوة والثبات إن هذا لهو البلاء المبين .
قلوب عظيمة .. وعزيمة جبارة .. عندما يكون الأمر من الله .. لا نقاش .. لا تردد .. لا تسويف .. لا تأجيل .. لا مماطلة . تنفذ سريع مهما كان الثمن غاليا
أيها الأحبة : ما أحوجنا في هذه الأيام ، وخاصة في هذا اليوم العظيم يوم الأضحى المبارك أن تتعلم من ذلك .. أن نستشعر ذلك ..
عباد الله : دعونا نتأمل ونتعلم من قصة إبراهيم عليه السلام نتأمل التضحية نتأمل السمع والطاعة والامتثال واليقين بما عند الله بمفهومه الواسع ... من كرم الله تعالى أنه لم يطلب منا أن نضحي بأولادنا أو بأنفسنا .. لعلمه عز وجل بضعفنا وعجزنا طلب منا تضحيات أقل من ذلك بكثر جدا ... لا أقصد التضحية ببهيمة الأنعام فقط فالتضحية ببهيمة الأنعام ما هي إلا رمز ... ماهي إلا نسك .. ماهي إلا شعيرة .. يرتبط بها الكثير من التضحيات الأخرى التي لا تقل أهمية عنها .. بل أهم ..
من يعتقد أن الهدف ذبح بهيمة الإنعام فقط وينتهي الموضوع فقد اساء الفهم .. المطلوب قبل أن نقدم أضاحينا من بهيمة الأنعام ينبغي أن نقدم تضحيات أخرى . تضحيات فيها رضى وطاعة لله فيها يقينا بما عنده فيها مفهوم الإسلام الحقيقي المطلوب أن نضحي بعزة النفس المبالغة فيها التي فرقت بين الأقارب والأرحام .. فرقت بين الإخوان والجيران .. فرقت بين الأصدقاء والخلان نضحي ونتواضع .. نضحي ونتنازل .. نضحي ونتسامح ...
الله أمرنا بذلك .. افلا نسمع ونطيع .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون .. أفلا نسمع ونطيع .. قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ... أفلا نسمع ونطيع ؟
أخي الكريم : إذا كان الله أختبر إبراهيم الخليل عليه السلام بالتضحيته بأبنه واختبر إسماعيل عليه السلام بالتضحية بنفسه فقد اختبارك أنت بأقل من ذلك بكثير جدا اختبارك بالتضيحة بالتعالي وطلب منك التنازل والتسامح .. فهل أنت جدير بالاختبار . إذا كنت جدير فعلا بذلك .. فعندما تقدم الأضحية للذبح .. قدم معها الكبر والتعالي .. قدم معها الحقد والحسد قدم معها الكره والبغضاء .. قدم معها الرغبة في الانتصار للذات تخلص من كل معاني الغضب .. أذبح ذلك قبل تلك .. تكن عظيما قدم تضحية عظيمة جدا وخاصة إذا كنت صاحب حق وتنازلت .. أو كنت مظلوم وسامحت .. فإن فعلت فقد حققت المعنى الحقيقي لهذا النسك العظيم وقمت بالتضحية الحقيقية .. التضحية الأهم .

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .. أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .









اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ .... اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وللهِ الحَمدُ .
الحمدُ للهِ ، قدَّمَ من شاءَ بفضلِهِ ، وأخرَّ من شاءَ بعدلِهِ ، هو الكريمُ الوهابُ ، هازمُ الأحزابِ ، ومنشئُ السحابِ ، ومنزلُ الكتابِ ، ومسببُ الأسبابِ ، وخَالِقُ النَّاسِ مِن تُرابٍ ، هو المبدءُ المعيدُ والفَعَّالُ لما يُريدُ ، وأشهدُ أَن لا إلهَ إلا الله ، وحدَهُ لا شريكَ له ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد :
عِبَادَ اللهِ: اِحمَدُوا اللهَ الَّذِي هَدَاكُم، وضحوا تَقَبَّلَ اللهُ ضَحَايَاكُم ، وَسَمُّوا اللهَ وَاذكُرُوهُ عَلَى مَا رَزَقَكُم وَاشكُرُوهُ عَلَى مَا آتَاكُم، مَن كَانَ مُحسِنًا لِلذَّبحِ فَلْيَذبَحْ بِنَفسِهِ، فهذا الأفضل وَمَن كَان لا يُحسِنُ الذبح فليوكل وَلْيَشهد ذَبِيحَتَهُ، أَخلِصُوا النية للهِ وَابتَغُوا مَا عِندَهُ وَاتَّقُوهُ، فـ لَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقوَى مِنكُم .. كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَأَهدُوا ، وَاجتَنِبُوا مَا نُهِيتُم عَنهُ بِقَولِ إِمَامِكُم عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: "أَربَعٌ لا يُجزِينَ في الأَضَاحِي: العَورَاءُ البَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالمَرِيضَةُ البَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالعَرجَاءُ البَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالعَجفَاءُ الَّتي لا تُنقِي" وَاعلَمُوا أَنَّهُ لا يُجزِئُ مِنَ الإِبِلِ إِلاَّ مَا تَمَّ لَهُ خَمسُ سِنِينَ، وَلا مِنَ البَقَرِ إِلاَّ مَا تَمَّ لَهُ سَنَتَانِ، وَلا مِنَ المَعزِ إِلاَّ مَا تَمَّ لَهُ سَنَةٌ، وَلا مِنَ الضَّأنِ إِلاَّ مَا تَمَّ لَهُ سِتَّةُ أَشهُرٍ، وَالشَّاةُ الوَاحِدَةُ تُجزِئُ عَنِ الرَّجُلِ وَأَهلِ بَيتِهِ، وَلا يُبَاعُ مِنهَا شَيءٌ وَلا يُعطَى الجَزَّارَ أُجرَتَهُ مِنهَا، وَمَا كَانَ مِنَ الذَّبَائِحِ أَسمَنَ وَأَغلَى فَهُوَ أَفضَلُ وَأَكمَلُ، وَوَقتُ الذَّبحِ مُمتَدٌّ مِن بَعدِ صَلاةِ العِيدِ إِلى غُرُوبِ شَمسِ اليَومِ الثَّالِثِ مِن أَيَّامِ التَّشرِيقِ، وَيَحرُمُ صِيَامُ أَيَّامِ التَّشرِيقِ، فَكُلُوا فِيهَا وَاشرَبُوا وَأَكثِرُوا مِن ذِكرِ اللهِ بِالتَّكبِيرِ وَالتَّهلِيلِ وَالتَّحمِيدِ، في أَدبَارِ الصَّلوَاتِ وَفي جَمِيعِ الأَوقَاتِ .
أيها الأحبة : ما فاتكم من تواصل وتسامح في عيد الفطر المبارك فلا يفوتكم في هذا العيد العظيم فاللهَ اللهَ أيها الأخوةُ الكرام ، في التسامح .. الله الله في العفو ، لا تتركوا هذه المناسبة تمر هكذا .. ألا تريدون أن يغفر الله لكم ويعفوا عنكم .. قال تعالى : وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم
الا تريدون العز .. الا تريدون الرفعة .. قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله...
زيادة على ذلك ..
هذا يوم فرح .. ويوم سعادة .. وإن للعفو والصفح لذة عظيمة لا يعرفها إلا من جربها وخاصة إذا كانت لله .. فلا تحرموا أنفسكم ذلك ..
هذا وصلوا على نبيكم محمد بن عبد الله فقد امركم الله بذلك في كتابه المبين فقال :- إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمً اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلي اله وصحبه وسلم وارض اللهم عن التابعين لهم بإحسان الي يوم الدين , وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا ارحم الراحمين , اللهم امنّا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم انصُر دينكَ وكتابك وسنةَ نبيك وعبادكَ المُؤمنين. اللهم أبرِم لهذه الأمة أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ طاعتك، ويُهدَى فيه أهلُ معصيتِك، ويُؤمَرُ فيه بالمعروف، ويُنهَى فيه عن المُنكر يا سميع الدعاء . اللهم من أرادَ الإسلامَ والمسلمين بسوءٍ فأشغِله بنفسه، ورُدَّ كيدَه في نحرِهِ، واجعل دائرةَ السَّوءِ عليه يا رب العالمين. اللهم انصُر المُجاهدِين في سبيلك في كل مكانٍ ، اللهم أنصر جندونا المرابطين على الحدود اللهم اصلح أحوالَهم، اللهم اربط على قلوبهم واهزم عدوك وعدوَّهم. اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى، وخُذ بيده إلى البرِّ والتقوى، اللهم وفِّقه لما فيه صلاحُ العباد والبلاد .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب وأصلح اللهم أحوالنا في الأمور كلها ووفقنا لما يرضيك عنا واختم اللهم بالصالحات أعمالنا وبالسعادة أجالنا وتوفنا يا رب وأنت راض عنا اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مباركا مرحوما وتفرقنا بعده من كل شر معصوما .
عباد الله : قوموا إلى بعضكم وتصافحوا وتزاوروا وتهادوا واشكروا الله على ما آتاكم ورزقكم (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:26 صباحًا السبت 18 أكتوبر 1445.