• ×

05:47 صباحًا , الخميس 16 أكتوبر 1445

كنز الكلام وسر البلاغة .. معين الفصيح / حامد علي عبد الرحمن ال حامد

بواسطة : admin
 0  0  1744
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 مقدمة وفيها نبذة عن الكتاب ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله أفصح الخلق أجمعين الذي قال إن من البيان لسحرا ثم أما بعد :
تخونك العبارة أحيانا... وتخذلك الصياغة أحيانا أخرى ... وتبحث عن الكلمة المناسبة فلا تجدها رغم أنها مرت عليك ... تستحث الفكر وتستجدي الذاكرة بدون جدوى... تأسف أنك لم تحفظها ولم تقيدها .
تمر عليك أحيانا بعض العبارات أو بعض الصياغات أو بعض الحكم والأمثال وأبيات الشعر تتمنى أن تبقى حاضرة في ذهنك لأنك تعلم يقينا أنك سوف تحتاج إليها .. تحتاجها للتأكيد أو للاستشهاد أو للاستئناس .... فكلمات قليلة تختصر عشرات العبارات ... فالإيجاز مع الإيضاح والبيان بلاغة ، كتب أحد البلغاء إلى صاحب له رسالة طويلة وذيلها بعبارة : أعتذر عن الإطالة لضيق الوقت ...
وأعلم أن سر البلاغة وطريق البيان يكمن في الثراء اللغوي والحصيلة اللفظية ولذلك جمعت لك في هذا العمل الكلمات والمصطلحات البليغة وركزت على الرنانة منها التي يتلاعب بها البلغاء ويخطب بها الخطباء ويخطّها الكتاب وبهذا وفرت عليك الكثير من الجهد وحققت لك أمنيات طالما تمنيتها في حفظ ما تقرأه أو تسمعه من الكلمات الجميلة أو الأمثال البليغة أو الحكم المؤثرة أو العبارات المميزة أو الأبيات الفصيحة . فإذا أردت أن تحرر مقالا أو ترد على آخر أو تحبر خطابا أو تصوغ معروضا أو تعد خطبة فما عليك إلا أن تقرأ هذا العمل وتختار منه ما يناسبك . وربما تجد صعوبة في قراءة هذه العمل لعدم وجود ترابط واضح بين محتواه ولكن صدقني سوف تلاحظ الفرق الكبير في أسلوبك وطريقتك وألفاظك وذلك بعد القراءة مباشرة وكلما أعدت قراءتها كلما لاحظت الفرق ، سوف تعلق بالذاكرة حتى ولو لم تتعمد الحفظ ، اقرأها ثم نحّها جانبا ثم حاول أن تكتب بعد ذلك وسترى الفرق .
وتعني البلاغة في لغة العرب :ـ كما في المعجم الوسيط ـ حسن البيان وقوة التأثير وتأدية المعنى بكلام صحيح فصيح وتكون الفصاحة في المفرد وفي المركب ، وتكون البلاغة في المركب وحده ، ولذلك قيل : ) كل بليغ فصيح ، وليس كل فصيح بليغ )
وتشمل علوم البلاغة : علم المعاني : هو الذي يختص بمعرفة أحوال تركيب الكلام و علم البيان : وهو الذي يتم به معرفة التعبير عن المعنى الواحد بطرق مختلفة وعلم البديع : هو العلم الذي يتم به تحسين الكلام.
وتتضح قوة البلاغة في كل ذلك بحيث يتجلى الإيضاح والتبيين للحال .... أراد أحدهم أن يدخل على قاض لينصفه في مظلمة كانت عليه فأقترح عليه أحدهم كتابة عرض يضمنه القضية ويصف به الحالة فاستعان بأحد البلغاء في كتابة العرض وعندما انتهى من كتابة التظلم قرأه عليه فما كان من صاحبنا إلا أن بكى وعندما سُئل لماذا تبكي قال لم أكن أعرف أني مظلوم إلى هذا الحد . أيضا تتجلى قوة البلاغة في أنك تستطيع أن تمدح الشيء وضده وأن ترفع الشيء إلى عنان السماء ثم في التو واللحظة تخسف به باطن الأرض وتكون مقنعا ومؤثرا في كلا الحالتين إلى درجة تجعل الآخر يحتار بين الشيء وضده . ومن الأمثلة على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار : يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموه في أنفسكم ، ألم آتكم ضلالا فهداكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي وأعداء فألف الله بين قلوبكم قالوا : الله ورسوله أمن وأفضل .
ثم قال : ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟
قالوا بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ لله ورسوله المن والفضل
قال : أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدّقتم أتيتنا مكذباً فصدّقناك ومخذولا فنصرناك وطريداً فآويناك وعائلا فواسيناك ... أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قومًا ليسلموا، ووكلتم إلى إسلامكم، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم، فو الذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبًا، وسلكت الأنصار شعبًا لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار ... الخ .
ومن نوادر الفصحاء ما حدّث به عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال : وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبرقان بن بدر وعمر بن الاهتم فقال الزبرقان : يا رسول الله أنا سيد تميم والمطاع فيهم والمجاب منهم أخذ لهم بحقهم وأمنعهم من الظلم وهذا يعلم ذلك يعني عمرو بن الاهتم فقال عمرو : اجل يا رسول الله إنه مانع الحوزة مطاع في عشيرته شديد العارضة فيهم .
فقال الزبرقان : أما والله قد علم أكثر مما قال ولكن حسدني شرفي
فقال عمرو : أما لئن قال ما قال فو الله ما علمته إلا ضيق العطن زمر المروءة أحمق الأب لئيم الخال حديث الغنى .
ولما رأى عمرو رضي الله عنه الكراهة في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا اختلف قوله .
قال : يا رسول الله رضيت فقلت أحسن ماعلمت وغضبت فقلت أقبح ما علمت وما كذبت في الأولى ولقد صدقت في الثانية فقال صلى الله عليه وسلم :
إن من البيان لسحر وإن من الشعر لحكمة .
وأنظر وصف الإمام علي رضي الله عنه للدنيا ذاما ومادحا
قال ذاماً :
ما أصف من دار أولها عناء وأخرها فناء في حلالها حساب وفي حرامها عقاب ومن صح فيها أمن ومن مرض فيها ندم ومن استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن ...
وقال مادحا :
دار صدق لمن صدقها ودار نجاة لمن فهم عنها ودار غنى لمن تزود فيها مهبط وحي الله ومصلى ملائكته ومسجد أنبيائه ومتجر أوليائه ربحوا فيها الرحمة وكسبوا فيها الجنة .
ثم أما بعد :
اعلم إن المصطلحات الرائقة كثيرة جدا بحيث يصعب إحصائها مهما بذلنا من جهد فاللغة العربية غنية جدا ولهذا اختارها الله لغة القرآن الكريم وقد قسمت هذا المبحث إلى أربعة أقسام :
1- كلمات ومترادفات ومتضادات واشتقاقات متفرقة
2- تراكيب مقترحة جاهزة
3- حكم وأمثال
4- شواهد شعرية

حامد علي عبد الرحمن ال حامد
1433هـ

التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:47 صباحًا الخميس 16 أكتوبر 1445.