• ×

11:40 صباحًا , السبت 11 أكتوبر 1445

تحويل الكلام إلى طاقة / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 1  0  1000
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 تحويل الكلام إلى طاقة / حامد علي عبد الرحمن
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل قراءة الموضوع أقول :
الذي لا يعترف بما هو أبعد من المادة والذي لا يعترف بما هو فوق الإدراك وأبعد من الفهم البشري يتوقف هنا ولا يضيّع وقته بإكمال هذه المقالة .
أما بعد :
هذا ليس خيالاً علمياً .. إنها حقيقة .. الكلام أو الصوت له طاقة وطاقة كبيرة جدا ولكن قبل أن نستفيض في شرح ذلك إليكم هذه المقدمة اليسيرة للتوضيح .
من العقل في أحيان كثيرة التوقف عن إقحام العقل في كل شيء لأن العقل يكل ويعجز .. يحيط بنا أشياء كثيرة لا يمكن أن نسبر غورها أو ندرك كنهها أو نعرف عنها شيئاً بالعقل ... منها على سبيل المثل لا الحصر :
الروح ، بينما ترى الكائن الحي يتحرك وإذا هو لا حراك فيه . ماذا حدث ؟ لن تجد أية إجابة مقنعة يفهمها العقل لا علمية ولا غيرها . ولو اجتمع كل أطباء العالم لإرجاع الحياة له لما استطاعوا ، الموت مجرد اسم أو صفه اطلقوها على هذا الحالة .. الأفلاك والمجرات ضخامتها والمسافات التي تفصل بينها لا يستطيع أن يتخيلها بشر . الموجات التي تحيط بنا ولا نراها ولا نسمعها أكثر بكثير من التي نراها .. الكائنات الأخرى التي تعيش معنا وتحيط بنا والتي لا نعرف عنها إلا القليل .. البكتيريا والفيروسات الملائكة والجن ، ربما أدرك العقل جزءاً يسيراً جداً من المعلومات ولكن يبقى الكثير من التفاصيل لا يمكن أن يدركها العقل . بل إن العقل عاجز عن فهم أعضاء الجسم البشري ، منها على سبيل المثال فقط الغدد والهرمونات التي يفرزها الجسم والتي يعتمد عليها ـ .. صحته ومرضه ، فرحة وحزنه ، سعادة وشقاؤه .. ما نعرفه مجرد معلومات أولية يسيرة جدا .
بل أن العقل عاجز عن فهم نفسه .. ما هو العقل ؟ وكيف يحدث التفكير؟ .. مجرد التفكير في كيف يحدث التفكير معضلة !!! .. لا أحد يعلم، كلها معلومات أولية .
الخلاصة من هذه المقدمة : أن الأشياء التي لا يمكن أن ندركها بالعقل كثيرة جدا وهي ثابتة لا تحتاج إلى الاستطراد في ضرب الأمثلة .
نرجع لموضوع الكلام أو الصوت وعلاقته بالطاقة ..
قبل فترة قريبة لم تكن البشرية تعرف شيئا عن الموجات لا الصوتية ولا الضوئية ولا غيرها، كان الحديث عنها ضربا من الجنون وأصبح الآن إنكارها ضربا من الجهل . الآن ينتقل الصوت والصورة في التو واللحظة إلى أبعد مكان في العالم كل هذا كان ضرباً من الخيال فيما مضى .
نستطيع أن نستعيد التسجيلات الصوتية أو مقاطع الفيديو بعد مرور سنوات .. وهنا أتوقف لسرد هذه الفكرة المجنونة والتي لا زالت من الخيال العلمي وربما تبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . أقول : استطاع الإنسان اختراع جهاز يطبع ويحفظ الموجات الصوتية والضوئية على أشرطة ممغنطة وجهاز آخر أو آلية أخرى تستعيد قراءتها ..
أقول: جميع الموجات الصوتيه أو غيرها مطبوعة على الأشياء التي حولنا ماذا لو استطاع الإنسان اختراع جهاز يستطيع استعادتها وقراءتها لن يبقى هناك سر ، سيشهد علينا الحجر والمدر وربما أعضائنا ..
كانت هذه مجرد فكرة عابرة تأملوها ..
هذا الجهاز وهذه التقنية يعلمها الله وسيتم استخدامها يوم القيامة قال تعالى : يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
نرجع لموضوعنا ..
لترددات الصوات إذا كانت عالية أثار واضحة نلمس ذلك ونحس فيه مثلا عند مرور الطائرات النفاثة التي سرعتها تزيد عن سرعة الصوت فوق المباني ، ربما تحطم الزجاج في النوافذ أو الواجهات بمجرود مرور الطائرة . بالصوت فقط .
أيضا في الوقت الحاضر أصبحت الموجات فوق الصوتية وتحت الصوتية وتردداتها تستخدم في علاج الأمراض ..وأصبح استخدام الأشعة في التصوير لا تصوير الأجزاء الخارجية فقط بل الداخلية بل أكثر من ذلك أصبحنا نستخدم الليزر في التدخل الجراحي ..
إذا الكلام أو الصوت فيه أسرار كثيرة جدا عرف البشر بعضها ولا يزال يجهل الكثير منها .
قال تعالى عن الصوت وقوته وعظمته وطاقته : إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون . وقال تعالى : إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ .... صيحة واحدة .... وقال تعالى : وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ
فالكلام والصوت له قوة وطاقة عظيمة ..
الأعمال السحرية عبارة عن كلام وطلاسم تُردد فتصبح سحرا مؤثرا يقول أحد الأصدقاء في هذا الموضوع: في شبابي كنت مغرماً بالقوة وبكل مصادرها ومن القوى التي خطرت على بالي قوة السحر يقول: جمعت أغلب كتب الشعوذة والسحر وحاولت أن أدرسها ووجدت أن الطلاسم عبارة عن كلام يُردد ، وحتى يتم تنفيذ العمل ربما تضطر لترديد الطلسم آلاف المرات مع بعض الشروط كالخلوة والصيام .. إلخ .. يردد الساحر كلاماً لا يعرف معناه آلاف المرات وفيه استعانة بغير الله .. يقول -وهنا لفتة مهمة جدا-: الهمني الله رشدي وقلت لنفسي لو أني كررت قول يا الله أو سألت الله بنصف العدد الذي سأبذله في ترديد الطلسم أو بذلت نصف مجهود الخلوة والصيام لو بذلت نصف ذلك مع الله لحقق الله لي كل ما أريد وأكثر بل ربما أصبحت من الأولياء . يقول عندها كشف الله عن عيني الغشاوة وأبصرت الحقيقة .. فجمعت كل تلك الكتب وأحرقتها .
فالسحر عبارة عن كلمات تردد فتؤثر ..
إذا الكلمات والأصوات لها تأثير عظيم جدا وخاصة إذا كانت بكيفية محددة ونغم محدد ووقت محدد . انظروا إلى آثار الموسيقى وكيف تلعب بالروح لعبا ، نشوة وتمايل وطربا . طبعاً هي آثارها سلبية رغم أن ظاهرها إيجابيا وهذا يجعل البعض ينخدع ويرى أثرها إيجابيا .. البعض هذا الذي يراها إيجابية أقصد الموسيقى لا يعرف غيرها ولم يذق طعم غيرها .
عندما نقول الموسيقى يتبادر إلى الذهن النغم والألحان ، والنغم والألحان هي عبارة عن غنن ومدود .. فكلما كانت الكلمات جميلة وصادرة من شاعر متمكن وكان اللحن جميلاً وصادراً من ملحّن مبدع كان تأثيره في الروح أكبر ..
فما ظنكم بكلمات قالها الله جل جلاله وما رأيكم بلحن وضعه الله جل جلاله كيف سيكون تأثير ذلك .
يفخر بالموسيقى ويتباهى بها ويثني عليها الذي لا يعرف حلاوة القرآن ولا عظمة القرآن ولا رقة القرآن ولا تأثير القرآن .. وهنا إشارة مهمة جدا: لا تُعرف قيمة القرآن إلا بقراءته قراءة صحيحة وبالتغني به ، التغني به ، التغني به .. هناك فرق كبير جدا جدا بين قراءته هكذا استرسالا بدون تجويد ولا تأمل وبين قراءته قراءة مجودة مرتلة ، فرق يكاد يكون كما الفرق بين السماء والأرض وللأسف الكثير محروم من التمتع بالقرآن لهذا السبب .
القرآن .. هذا الكلام العظيم والصادر من الله العظيم .. أعظم تأثيرا من الطلاسم التي وضعها البشر بكيفية محددة وحسابات محددة فأصبحت مؤثرة .. هذا القرآن العظيم أعظم من كلمات الأغاني التي وضعها البشر ولحنها البشر فأصبحت مؤثرة .
القرآن موضوع بدقة فائقة وعناية فائقة وإحكام فائق، مخصص ليكون غذاء للأرواح أرأيتم الأدلة التي تأتي مع الأجهزة ( الكتلوجات ) وضعها صانعوها لتكون دليلا للاستخدام، كذلك القرآن وضعه صانع الإنسان وخالقه الله جل جلاله ليكون دليلاً له ، أرأيتم كيف أن بعض الناس لا يعرف كيف يستخدم الكتالوج ويتوه فيه ربما لقلة الخبرة أو لأنه مكتوب بلغة لا يفهمها، كذلك القرآن، الكثير من الناس لا يعرف يستخدمه ولا يعرف لغته ولذلك لا يرى أثره قال تعالى : وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ
يقول أحد الإخوة: كنت عندما اقرأ قوله تعالى : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا كنت أتساءل كيف يمكن أن يكون القرآن شفاء وهو مجرد كلام .. حتى خبرت ذلك بنفسي وأحسست بذلك في روحي وقلبي وعقلي، حصل ذلك فقط عندما قرأته بتفكر وتدبر وفهم وتجويد .. يقول ويقسم على ذلك: أحسست بأثره .. بقوته .. بطاقته على روحي وعلى كل كياني ...
وفي معنى أن للكلمات طاقة وليست طاقة روحية فقط بل طاقة جسدية أيضا نختم بهذا الحديث العظيم والمباشر في هذا الموضوع ..
جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري : أنَّ فاطِمَةَ عليها السَّلامُ شَكَتْ ما تَلْقَى في يَدِها مِنَ الرَّحَى، فأتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَسْأَلُهُ خادِمًا فَلَمْ تَجِدْهُ، فَذَكَرَتْ ذلكَ لِعائِشَةَ، فَلَمَّا جاءَ أخْبَرَتْهُ، قالَ: فَجاءَنا وقدْ أخَذْنا مَضاجِعَنا، فَذَهَبْتُ أقُومُ، فقالَ: مَكانَكِ فَجَلَسَ بيْنَنا حتَّى وجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ علَى صَدْرِي، فقالَ: ألا أدُلُّكُما علَى ما هو خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ؟ إذا أوَيْتُما إلى فِراشِكُما، أوْ أخَذْتُما مَضاجِعَكُما، فَكَبِّرا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وسَبِّحا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، واحْمَدا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَهذا خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ .
خير لكم من خادم تأملوا ذلك .. وهذا يعني أن للذكر قوة وطاقة وتأثير على الجسد
فالتسبيح والذكر عموما يعطي طاقة جسدية عجيبة لا روحية فحسب .. يعرف ذلك من جربه .
الحديث يطول في هذا الموضوع ولو أعطيناه حقه لكتبنا فيه المجلدات .. وما هي إلا محاولة للفت الانتباه لأهمية الكلام .. عندنا مصادر عظيمة للطاقة ولكنها مهدرة للأسف . لو استغليناها نقلت الإنسان من حال إلى حال .. من الضعف إلى القوة ومن العجز إلى الاستطاعة على الصعيدين الجسدي والروحي .
القرآن العظيم ، والذكر عموما فيهما سر عجيب وطاقة عجيبة .. شرط التركيز والفهم وحضور الذهن أثناء ذلك .. الفرق بين واحد وأخر هو التركيز وحضور الذهن .. كثيرون هم الذين يقرأون القرآن ويسبحون ويذكرون الله وربما بكثرة ولكنهم لا يرون أثره ولا يُرى أثره عليهم والسبب عدم التركيز والحضور أثناء القراءة .
الصلاة وهي فريضة لا يكون أثرها إلا بالتركيز وحضور الذهن جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم (( إنَّ العبدَ لَيصلِّي الصَّلاةَ ما يُكتُبُ لَهُ منْها إلَّا عُشرُها، تُسعُها، ثمنُها، سُبعُها، سُدسُها، خمسُها، ربعُها، ثلثُها نصفُها ))
ومن أجمل ما قيل في الصلاة التي بدون حضورالقلب قول الشاعر .
تصلى بلا قلب صلاة بمثلها
يكون الفتى مستوجبا للعقوبة
صلاة أقيمت يعلم الله أنها
بفعلك هذا طاعة كالخطيئة
نكتفي بهذا القدر ولعله يحقق الهدف لمن ألقى السمع وهو شهيد
وحَسْبُك من القلادة ما أحاط بالعُنُق ويكفي من السوار ما أحاط بالمعصم
هذا وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد

للمزيد عن الكاتب انقر هنا


مقالات ذات صلة :
ما وراء الجسد / حامد علي عبد الرحمن
http://goo.gl/3z7YGx

الطاقة الروحية / حامد علي عبد الرحمن
http://goo.gl/GmBzhT

سحر الكلمة وعدوى الأفكار / حامد علي عبد الرحمن


الله يكلمني .. محاولة لقراءة أعمق / حامد علي عبد الرحمن

التعليقات

التعليقات ( 1 )

  • #1
    بواسطة : عادل سعيد الغامدي
    01-16-1443 03:17 مساءً
    جزاك الله خير
التعليقات ( 1 )

  • #1
    بواسطة : عادل سعيد الغامدي
    01-16-1443 03:17 مساءً
    جزاك الله خير
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:40 صباحًا السبت 11 أكتوبر 1445.