• ×

01:22 صباحًا , الإثنين 7 يونيو 1446

مدمّر العلاقات .. الداء .. والدواء / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  1425
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 مدمّر العلاقات .. الداء .. والدواء / حامد علي عبد الرحمن
بعد التحية : ..
العلاقات الإنسانية .. هي ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية الأخرى .. فبقدر ما تكون اجتماعيا ولك حضور ونشاط وتفاعل وانفعال .. وبقدر تفاعلك مع أحداث من حولك فرحا .. وحزنا .. بقدر ما تكون إنسانا ..
مدمرات العلاقات الاجتماعية كثيرة ..
الظلم ، والتجاوزات ، والأنانية ، والكبر ، والتجاهل ، الغرور ، الجهل ، المفاهيم .. وسوء الفهم .. عوامل كثيرة جدا .. لن أتكلم عن أي من ذلك
سأتكلم عن العلاج لأغلب ذلك ..
الإنسان معرض للخطأ والزلل والتقصير .. ومعرض أيضا للفهم الخطأ
ما في ذلك شك .. ولن ينجو من ذلك أحد .. والعلاج الأساسي الذي يردم الهوة في العلاقات ويزيد التقارب .. هو الصراحة والوضوح ..
عندما تعتب على أحدهم .. لموقف ـ ما ـ حصل منه أو لخبر وصلك عنه أو لتقصير صدر منه .. إذا لم تسامحه وتتجاوز عن خطئه وتنسَ له ذلك (وهذا الأفضل طبعا ولكنه لا يحدث إلا نادراً ) .. إذا لم تسامح من قلبك فيجب أن تصارحه .. وتعتب عليه .. وتبين له .. لأن العتب يصفي القلوب .. فلعل له عذر وأنت تلوم ..
فإن تقبّل العتب بروح طيبة .. وأبان عذره .. وأوضح موقفه .. ورأيته حريصا على توضيح موقفة .. فاعلم أنه مؤمن محب صادق .. وأن رأيته مكابرا ومغالطا للحقائق وأنكر وأخذته العزة بالإثم .. عند ذلك .. اتركه بكل هدوء .. دون صخب أو كثرة نقاش .. بكل بساطة انقله من الدرجة الأولى إلى الدرجة السياحية أو من المرتبة الممتازة إلى المقبولة .. ومن المقربين إلى الناس العاديين .. لأنه أكد لك أنك عنده في هذه المرتبة .. فاجعله عندك كما أنت عنده .. لا تقطع علاقتك به أبدا .. لأن هذا حرام ولا يجوز ..
إِذا تَرَحَّلتَ عَن قَومٍ وَقَد قَدَروا أَن لا تُفارِقَهُم فَالراحِلونَ هُمُ ...
إذاً القاعدة الأولى .. لا تزعل بدون عتب .. ولا تحمل في قلبك بدون مصارحة .. وان زعلت فلا تحقد ولا تكره .
عندما لا يكون هناك عتب ومصارحة .. يبدأ التجاهل ( التطنيش ) من الطرفين فتكبر الهوة وتحدث القطيعة
القاعدة الثانية :
عندما يعتب عليك أحدهم .. خذ هذه النصيحة .. لا تغضب ولا تتضايق .. وكن صادقاً واضحاً .. اعتذر إن كنت مخطئاً أو مقصراً بدون مكابرة .. أو وضح موقفك بصدق .. لا تحاول التبرير بدون حق .. ( المتخلفون عن رسول الله في غزوة تبوك الذين صدقوا هم من فاز ، وقبلت توبتهم قال تعالى بعد الآية التي نزلت فيهم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )
ليس ضعفا أن يعترف الإنسان بتقصيره أو خطئه .. كل الضعف في المكابرة .. احرص على أن تبعد كل ما في قلبه من شك أو ريبة .. وهذا من المروءة
وثق تماما أنه لم يعتب عليك إلا من المحبة و(الموانة) .
لا يعتب الإنسان إلا على من يحب .. وكلما زاد الحب زاد العتب ..
مهما كانت اللهجة قوية فهي دليل المعزة والحب .. ألا ترون طريقة عتب الآباء على الأبناء أحيانا ..
القاعدة الثالثة :
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا إن بر عندك فيما قال أو فجرا
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره وقد أجلك من يعصيك مستترا
خير الخليلين من يغضي لصاحبه ولو أراد انتصاراً منه لانتصرا
القاعدة الرابعة وهي الأهم :
لا ترفع سقف التوقعات من الآخرين .. بمعنى .. لا تتوقع كرما حاتميا أو شجاعة عنترية .. أو حلما أحنفيا .. أو حبا قيسياً .. حتى لا تتفاجأ بواقع مختلف وترتطم بصخرة الواقع المؤلمة ..
عندما تضع سقفا للآخر .. مرتفعا ..فإنك لا ترضى منه بالقليل .. وتنتظر منه أن يعطي أكثر ..
بينما .. إذا كان السقف منخفضا .. تقبل منه أي شيء ..
أخيرا :
عندما يفهم الآخر عنك شيئا خطأ .. لا تقل ذلك لا يهمني ( ما دمت أنا صح يقول الناس اللي يقولونه ) هذه فلسفة البعض للأسف
وهذا خطأ كبير .. وهذه ليست سنة النبي صلى الله عليه وسلم ..
عن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً فحدّثته، ثم قمتُ فانقلبت، فقام معي ليقلبني -وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد رضي الله عنهما-، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي - صلى الله عليه وسلم- أسرعا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: ( على رسلكما، إنها صفية بنت حيي ) ، فقالا: سبحان الله يا رسول الله!، ( أي أننا لا نشك فيك ) فقال: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يَقذف في قلوبكما سوءا -أو قال شيئا- ) ". متفق عليه، واللفظ للبخاري .
هذا وهو النبي صلى الله عليه وسلم .. لم يقل أنا فوق مستوى الظن أو أنا لم ارتكب خطأ فليقولوا ما يقولوا .. إنما وقف .. وشرح .. ووضح .. حتى لا يعطي للشيطان فرصة ..
مجرد أفكار وخواطر لعلها تنفع أو تفيد هذا وصلى الله على سيدنا محمد
كتبها / حامد علي عبد الرحمن


التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:22 صباحًا الإثنين 7 يونيو 1446.