• ×

01:21 صباحًا , الإثنين 7 يونيو 1446

صحوي أم إخواني .. / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  1620
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 صحوي أم إخواني .. / حامد علي عبد الرحمن

بسم الله الرحمن الرحيم

أحد الأصدقاء القدامى قابلته صدفه في أحد السوبرماركات يتبضع ، لم نتقابل منذ سنوات .. وبعد السلام والتحية .. مسك لحيتي ( أخر عهده بي أيام السكسوكة على حد تعبيره ) وقال مازحا وبنبره لا تخلو من السخرية ( صحوي ) أم ( إخواني ) أجبته على الفور بل ( محمدي ) .. فهكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم .
لم يكن هناك فرصة للنقاش فالحديث كان عابرا .. ولكن يظهر أن صديقي فهم الجواب جيدا فهو ذكي ومؤدب وخلوق فطأطأ رأسه خجلا وقال كنت أمزح يا رجل وغيّر الموضوع بالسؤال عن الأهل والأولاد .. وانتهى الموقف عند هذا الحد .. بعد أن رجعت إلى البيت ألحت عليّ فكرة الكتابة في هذا الموضوع ..
عندما قلت محمدي فأنا أعني ما أقول .. هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم .. أقصد في إطلاق اللحية .
أعلق على ( صحوي ، إخواني ، وهابي ، .. الخ ) .. ثم أرجع للحديث عن اللحية ..
المذاهب والتسميات .. نحن من صنعها .. الجهل والتبعية هي من صنعها وأطرّها .. لم يكن في صدر الإسلام عصر محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين أي مذاهب ..
وعندما طلب العلم أبو حنيفة وهو أول المذاهب السنية وبرع في الفقه .. لم يخطر على باله أن يأتي من ينتسب إليه ويقول أنا حنفي وكذلك مالك والشافعي وابن حنبل وهكذا بقية المذاهب ..
التحيز والمذهبية .. صنيعة الجهل ..
المسلم الحق يأخذ الحق ويتبعه أينما وجده .. المسلم الحق مع القرآن الكريم ومع ما ثبت من السنة النبوية المطهرة ..
المسلم الحق لا ينتسب إلى شخص محدد مهما كان علمه ولا يتحيز إلى مذهب أو حزب بعينه .. فكل الناس يؤخذ من كلامهم ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم . المسلم الحق يأخذ أفضل ما عند هذا وأحسن ما عند ذاك دون تحيز أو مذهبية .. يأخذا الفضيلة والأخلاق والقيم أين ما وجدها فالحكمة ضالته .
ثم نأتي لقضية اللحية .. لماذا يجب أن نطلقها ؟
هناك أسباب كثيرة، من أهمها ..
ولن اتحدث عن الاحاديث الواردة في ذلك ولا عن الحكمة من ذلك ولا عن التشبه ولا شيء من هذا .. هنا سبب مهم لم يفكر فيه الكثير من الناس ربما لو فكروا فيه سيعيدون حساباتهم .. كلنا نحب النبي صلى الله عليه وسلم .. فقط تخيلوا أنفسكم بعد البعث .. ( كلنا نتمنى مقابلة النبي صلى الله عليه وسلم ) .. تخيل أنك سوف تقابل النبي صلى الله عليه وسلم .. تخيل أن الموافقة تمت وأنك ستدخل عليه فعلا .. واسأل نفسك هل سيكون سعيدا بي أو راضيا عني وأنا حليق اللحية .. ( وبأي وجه أقابله ) هل سيفرح بي وأنا تعمدت مخالفته تماما ..
( تموت وأنت حليق اللحية ستبعث بلا شك وأنت حليق اللحية )
والعجيب والغريب .. أن تجد من تجاوز عمره الخمسين وربما الستين .. وهو لا يزال يحلق لحيته وإذا لم يحلقها .. تجده يأخذ أغلبها ويبقى على عارض ( مجرد رسم ) طوله لا يتجاوز الملمترات ..
أنا لا أنتقص ممن يحلق لحيته فربما هو أحسن مني عند الله .. ولكن من حقي أن أجتهد وأبذل جهدي .. لإرضاء الله ورسوله .. أعتقد أن هذا من أبسط حقوقي ..
قد يقول قائل .. اللحية ليست هي الأهم .. أهم منها : إقامة أركان الإسلام كاملة وأهم منها الاخلاق والمبادئ والقيم .. أقول نعم .. ولكن
من ضيع هذه فهو لما سواها أضيع .. تربية اللحية من أسهل ما يكون فمن ضعف عن تطبيق هذه السنة فلا شك أنه عن تطبيق غيرها أعجز ..
أما إذا كان الإنسان محافظا على صلاته ودينه وأخلاقه ولم يبق إلا تربية اللحية ولم يربها فهو يرتكب خطأ جسيما في حق نفسه..
ولم أرَ في عيوب الناس عيباً .. كنقص القادرين على التمام
الدين لا يتجزأ .. أوامر الله كلها متساوية عند المسلم الحق .. وكذلك نواهيه ..
الله يحب هذا .. الله يريد هذا .. لا ليس لدي أي خيار .. إذا كنت أحبه يجب علي التنفيذ .. ليس في هذه القضية وحسب .. بل في كل أمور الحياة ..
قال تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا
تناقشت مرة مع أحد الإخوة .. قال أنتم (تنشبون العلم) ضيقتم على أنفسكم ودين الله يسر والله غفور رحيم .. قلت هو ذاك ولكنك لا تستطيع أن تقنع الطالب المجتهد الحريص أن لا يذاكر يوم الامتحان .. وخاصة إذا كان الامتحان مصيرياً .. ومهما حاولت أن تسهّل له الأمور وتخففها عليه .. لن يزال خائفاً يترقب ويبذل كل ما في وسعه .. وليس من حقك أن تلومه إذا كنت عاقلاً .. فمن حقه أن يجتهد .. قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم .. لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا .
الإحساس بالحال والشعور بخطورة الوضع .. هو ما يجعل الإنسان حريصا أكثر من غيره.. فالمؤمن يَرى ذَنبَهُ كأنَّهُ في أصل جَبَل يَخافُ أن يَقَعَ عَليه وإنّ الفاجرَ يَرى ذُنوبَهُ كَذُباب وَقَعَ عَلى أنفه فقال لَهُ هكذا .. هكذا جاء في الحديث ..
وهنا نصيحة :
إذا رأيت من يجتهد في اقامة الفرائض والسنن .. أيا كانت ..فلا تثبط عزيمته ولا تفت في عضده .. ادع له بالثبات ولنفسك بالهداية .. واعلم أن ذلك الشخص يستعد لدخول اختبار يحدد مصيره .. فلا تلمه ولا تسخر منه ..
قال تعالى :
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ
فالله جل وتبارك وتعالى في هذه الآية يثني ويمدح من يستهلك نفسه في طلب الأخرة ويرجوا رحمة ربه ..
واعلموا أن الكلمة لها سطوة .. فرب كلمة يقولها الإنسان تكون سببا في ترك غيره من الناس لفرض أو واجب أو سنة .. لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ
البعض مليء بالعقد النفسية .. ويعمل جاهد لنقل عقده إلى الآخرين .. ربما موقف في صغره أو نشأته مع بعض من ينتسب إلى الإسلام ( هناك نماذج للأسف ينتسبون إلى الإسلام والإسلام منهم براء ) سبب له عقدة .. فأصبح مريضا نفسيا .. يسقط ويعمم ويصب جام غضبه على الجميع . وأصبح يعادي كل مظاهر التدين والالتزام .. إذا وجدتم شخصا بهذه الصفة اعلموا أن حاله وصل إلى المرض ويحتاج إلى علاج نفسي .. ويجب أن يتدارك نفسه قبل أن يفوت الفوت

مقالات لها علاقة بالموضوع أنقر فوق الموضوع/
رهاب التدين
حوار مع صديقي الممسوخ
فلسفة التفكير وخطورة الفكر

التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:21 صباحًا الإثنين 7 يونيو 1446.