• ×

04:51 مساءً , الجمعة 19 سبتمبر 1445

الصلاة .. خطبة جمعة .. جامع قرية خفه / حامد علي عبد الرحمن

بواسطة : admin
 0  0  1318
زيادة حجم الخطزيادة حجم الخط مسحمسح إنقاص حجم الخطإنقاص حجم الخط
إرسال لصديق
طباعة
حفظ باسم
 الصلاة .. خطبة جمعة .. جامع قرية خفه / حامد علي عبد الرحمن

الحمدُ لله نحمَدُهُ ونستعينُهُ ونستغفِرُهُ ونستهدِيهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِه اللهُ فهوَ المهتَدِ، ومنْ يُضْلِلْ فلَنْ تجدَ لهُ وليًا مُرشِدًا، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أنّ محمّدًا عبدُهُ ورسولُهُ ، صلّى اللهُ عليهِ وسلم .
أَمّا بَعْدُ :
يا أَيُّهَا الَّذِينَ أمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ .
أيّها المسلمون : لقد أنعَم الله عليكم بنعمٍ سابغة وآلاء بالغة، وإنّ أعظمَ نعمةٍ وأكبرَ مِنّة نعمةُ الإسلام والإيمان، يقول تبارك وتعالى: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَىَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ إِنُ كُنتُمْ صَادِقِينَ .. فاحمَدوا الله كثيرًا على أن جعلكم من خير أمّةٍ أُخرِجت للناس، وهداكم لهذا الدين الإسلامي العظيم ألا وإنَّ من أظهرِ معالمِه وأعظمِ شعائره وأنفع ذخائره .. الصلاةَ .. هي الركن الثاني من أركانه . هي بعد الشهادتين وهي أكَدُ مفروض وأعظم معرُوض وأجلُّ طاعةٍ وأرجى بضاعة، من حفِظها حفِظ دينَه، ومن أضاعها فهو لما سواها أضيَع. قالَ تعالى في مُحْكَمِ كِتابِهِ ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ والعاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ وقال صلى الله عليه وسلم : ((رأسُ الأمر الإسلام، وعمودُه الصلاة)) وكان رسول الهدى إذا حزَبه أمرٌ فزع إلى الصلاة ، يقول عليه الصلاة والسلام: جُعِلت قرّةُ عيني في الصلاة ، وكان ينادي: ((يا بلال، أرِحنا بالصلاة)) فكانت هي سرورَه وراحته وسعادته، صلوات الله وسلامه عليه.
فَمَنْ حَفِظَها وحافَظَ عَلَيْها وتعلم أركانها وواجباتها وأَدّاها عَلى ما يُوافِقُ شَرْعَ اللهِ فَقَدْ فازَ ونَجا ومَنْ ضَيَّعَها فَقَدْ خابَ وخَسِرَ .. الْمُحافَظَةُ عَلَيْها عُنْوانُ الصِّدْقِ والإِيمان، والتَّهاوُنُ بِها عَلامَةُ الخِزْيِ والخُسْران .. فَعَلَيْنا إِخْوَةَ الإِيمانِ أَنْ نُحافِظَ عَلَيْها في حالِ الصِّحَّةِ والْمَرَضِ والضِّيقِ والسَّعَةِ وحالِ الأَمْنِ والْخَوْفِ. فَالصَّلاةُ سِرُّ النَّجاحِ وأَصْلُ الفَلاحِ وهي أَوَّلُ ما يُحاسَبُ عَلَيْهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيامَةِ مِنْ أعماله فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خابَ وخَسِر.
وهِيَ في الوَقْتِ نَفْسِهِ تَطْهِيرٌ لِلْقَلْبِ وتَزْكِيَةٌ لِلنَّفْسِ وتَنْقِيَةٌ لِلرُّوحِ وتَنْظِيفٌ لِلْجَوارِحِ قال تعالى : وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وقال صَلّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَراً بِبابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ قالُوا لا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ قالَ فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الخَطايا . ونَظَرًا لأَهَمِّيَّةِ الصَّلاةِ وأَثَرِها البالِغِ في عاجِلِ أَمْرِ الـمُؤْمِنِ وأجِلِهِ فقد تَوَعَّدَ اللهُ جاحِدَها بِالعَذابِ الأَلِيمِ .. قالَ تَعالى ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ وتَوَعَّدَ مَنْ يُؤَخِّرُها عَنْ وَقْتِها لِغَيْرِ عُذْرٍ فَقالَ عَزَّ مِنْ قائِلٍ ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ﴾.
أيّها المسلمون: إنَّ من أكبر الكبائر وأبين الجرائر تركَ الصلاة تعمُّدًا وإخراجَها عن وقتها كسَلاً وتهاوُنًا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقَد كفر)) أخرجه أحمد ، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((بين الرجل والكفر ـ تركُ الصلاة)) أخرجه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : ((من فاتته صلاة فكأنما وُتر أهله وماله)) .
أيها المسلمون: إنّ التفريطَ في أمر الصلاة من أعظم أسبابِ البلاء والشقاء .. ضَنكٌ وهم في الدنيا وحساب وعذاب في الأخرة نسأل الله السلامة .. قال تعالى : فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصلاةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيًّا .
أيّها الأحبة : جاءت الأدلّة الشرعيةُ الصحيحة الصريحة على وجوب صلاة الجماعة على الرجال حَضرًا وسفرًا، يقول جل وعلا: وَأَقِيمُواْ الصلاةَ وَآتُواْ الزكاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ .. مع الراكعين تعني مع الجماعة .. يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (مَن سرّه أن يلقى الله غدًا مسلِمًا فليحافِظ على هؤلاء الصلواتِ حيث يُنادَى بهنّ، فإنّ الله شرع لنبيكم سُننَ الهدى، وإنّهنّ من سُنن الهدى، ولو أنكم صلّيتم في بيوتكم كما يصلّي هذا المتخلِّف في بيته لتركتم سنّةَ نبيكم، ولو تركتم سنةَ نبيّكم لضللتم، ولقد رأيتُنا وما يتخلّف عنها إلا منافقٌ معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتَى به يُتهادَى بين الرجلين حتى يُقام في الصفّ) أخرجه مسلم
فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصلاةِ وَإِيتَاء الزكاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.












الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله واصحابه .
أما بعد:
أيّها المسلمون : اتقوا الله في أبنائكم ، فإنهم أمانةٌ في أعناقكم. مروهم بالمحافظة على الصّلوات وحضور الجُمَع والجماعات، رغِّبوهم ورهّبوهم، وشجّعوهم بالحوافز والجوائز، نشِّئوهم على حبِّ الآخرة، وكونوا لهم قدوةً صالحة، .. وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ، يقول رسول الهدى : ((مُروا أبناءَكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناءُ عشر سنين))
يا من منّ الله عليه بالصحة والعافية ، هذا ابنُ أمّ مكتوم رضي الله عنه وأرضاه يُقبل على رسول الله ويقول: يا رسولَ الله، قد دَبَرت سنِّي ورقّ عظمي وذهب بصري، ، فهل تجد لي رخصةً أصلّي في بيتي الصلوات؟ فقال رسول الله : ((هل تسمعُ المؤذّن في البيت الذي أنت فيه؟)) قال: نعم يا رسول الله، قال: ما أجدُ لك رُخصةً .. واشتدّ غضبُ رسول الله على المتخلِّفين عن جماعةِ المسلمين، فقال عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: لقد هممتُ أن آمر بالصلاة فتُقام، ثمّ آمر رجلاً يصلِّي بالناس، ثمّ أنطلِق معي برجال معهم حُزَم من حَطب إلى قومٍ لا يشهدون الصلاة، فأحرّق عليهم بيوتهم بالنار.. متفق عليه
أيّها المتخلِّف في بيته عن أداء الصلاةِ جماعةً في بيوت الله، أين أنت من قول رسول الله : ((من سمع المناديَ بالصلاة فلم يمنعه من اتِّباعه عذر . لم تُقبَل منه الصلاة التي صلّى))، قيل: وما العذرُ يا رسول الله؟ قال: ((خوفٌ أو مرض)) أخرجه أبو داود ويروى عن علي وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم قول : ((من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له )) .
أمة الإسلام : صلاة الفجر تلك الصلاة العظيمة المشهودة التي تشهدها ملائكة الليل والنهار .. تلك الصلاة التي فرط فيها الكثير من المسلمين للأسف .. تلك الصلاة التي اقسم الله بوقتها فقال تعالى : والفجر و ليال عشر تلك الصلاة التي قال عنها صلى الله عليه وسلم : " ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ، ولو يعلمون ما فيهما ـ من الأجر ـ لأتوهما ولو حبواً "
تلك الصلاة التي قال عنها صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح فهو في ذمة الله رواه مسلم وقال عنها ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها .
إن المحروم حقا من فاتته صلاة الفجر مع الجماعة في وقتها
هذا وصلوا علي البشير النذير والسراج المنير فقد امركم الله بذلك في كتابه المبين فقال ( ان الله وملائكته يصلون علي النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلي اله وصحبه وسلم وارض اللهم عن التابعين لهم باحسان الي يوم الدين , وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا ارحم الراحمين , اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين اللهم ابرم لهذه الامة امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهي فيه عن المنكر. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك اللهم وحد كلمتهم وسدد رميهم واخذل عدوك وعدوهم .
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون . أقم الصلاة

التعليقات

التعليقات ( 0 )

التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:51 مساءً الجمعة 19 سبتمبر 1445.